السيسي ... في واشنطن
الرئيس يلتقي صناع القرار ورؤساء الشركات
الكبرى .... وترامب غدا
إهتمام عالمي بالزيارة ..... ومكافحة الإرهاب
على أجندة المباحثات
كتب : شهاب طارق
وصل بالأمس الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى
الولايات المتحدة يرافقه خلال الزيارة وفد رفيع المستوى يضم كل من وزيرة الإستثمار
سحر نصر ووفد الدبلوماسية الشعبية برئاسة أحمد الفضالي رئيس حزب السلام الديمقراطي
، ومن المقرر أن تشهد زيارة السيسي نشاط مكثف حيث سيلتقي العديد من الشخصيات
البارزة في صناعة القرار بالولايات المتحدة والإجتماع مع رؤساء كبرى الشركات
الأمريكية وقيادات الغرفة التجارية هناك إلى جانب لقائه بأعضاء بالكونجرس من الحزبين
الجمهوري والديمقراطي ورؤساء عدد من اللجان بمجلسي النواب والشيوخ لمناقشة رؤية
مصر حول التطورات في المنطقة .
على أن يلتقي غدا بالرئيس الأمريكي دونالد
ترامب ، حيث ستتناول المباحثات فيما بينهما العديد من الملفات وعلى رأسها مكافحة
الإرهاب والقضية الفلسطينية والملف اليمني والسوري والليبي وغيرها من القضايا ذات
الإهتمام المشترك ، وكان قد عقد مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض عشية لقاء الرئيسين أول
أمس صرح خلالها المتحدث بإسم البيت شون سبايسر بأن الرئيس ترامب متحمس للقاء
السيسي ويريد إستغلال زيارة الأخير في إعادة العلاقات بين البلدين إلى سابق عهدها
بناء على الإنسجام الذي حدث خلال لقائهما السابق خلال زيارة السيسي للمشاركة في
إجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك بحلول سبتمبر الماضي وقبيل بدء
الإنتخابات الأمريكية .
وخلال المؤتمر تم طرح عدة أسئلة حول مستقبل
العلاقات المصرية الروسية وإعادة إحيائها بالتزامن مع التقارب المصري الأمريكي
وأكد سبايسر في هذا الشأن قائلا " إن الولايات المتحدة سوف تتحدث مع مصر حول
العديد من القضايا الإقليمية على الرغم من أنه من الواضح أن روسيا حريصة على
المشاركة مع مصر في تبادل الرؤى حول قضايا المنطقة ، ورفض سبايسر خلال المؤتمر
إستباق الأمر قائلا " بالتأكيد هناك
العديد من الملفات الإقليمية والدولية وفيما يخص حقوق الإنسان قال أنها من القضايا
المهمة فقد سبق وأن تناقشت فيها الإدارة الأمريكية مع مصر لسنوات مديدة وسوف يتم
إكتشاف الحل الأفضل في تلك القضية .
وعن إعتبار تصنيف الإخوان ضمن قوائم الإرهاب
أكد سبايسر أن الرئيس ترامب حريص على الإستماع لرأي السيسي في هذا الموضوع حيث أن
هذا الأمر يلقى إهتمام بالغ فالولايات المتحدة بالإشتراك مع العديد من الدول لديها
مخاوف من الأنشطة التي تقوم بها الجماعة المحظورة في المنطقة وهذا سيكون محور نقاش
بين الإدارة الأمريكية ومصر في الفترة الحالية .
وعن المساعدات المادية التي تقدمها أمريكا
سنويا لمصر قال المتحدث بإسم البيت الأبيض أن هذا الموضوع سيظل محل نقاش بين
الإدارة ونظيرتها المصرية حيث أكد المتحدث أن التعاون الأمني سوف يكون من
الأولويات على أجندة المباحثات بين الرئيسين ترامب والسيسي كما أن هناك العديد من
السبل تحاول الإدارة الأمريكيةو إتخاذها بشأن ذلك حيث أن المساعدات الأمريكية
العسكرية لمصر والتي تبلغ 1,3 مليار دولار سنويا ساهم في الإستعداد المصري الجيد
لإستئصال جذور الإرهاب بسيناء ولكن سوف يتم مناقشة ذلك عما إذا كانت مصر تحتاج هذه
المساعدة أم لا حيث أنه يندرج ضمن الموازنة المالية الأمريكية التي يتم مناقشتها
حاليا حيث لا يمكن تخطى حالة الميزانية في الوقت الحالي حيث كانت الحكومة المصرية
تصرح مرارا وتكرارا أن هذه المساعدات التي تقوم بتوفيرها الولايات المتحدة لمصر في
غاية الأهمية وأن تكون هي محور النقاش معها في الفترة الحالية ولن يتم التطرق إلى
التفاصيل حول تلك المسألة ولكن من المؤكد أن الحكومة المصرية تريد المحافظة على
العلاقة القوية مع الإدارة الأمريكية في مجال المساعدات العسكرية .
وفيما يخص داعش قال سبايسر أن المحادثات بين
الزعيمين ستدور حول نهج الولايات المتحدة في التعامل مع هذا التنظيم الإرهابي حيث
أن هذا من مصلحة السيسي وكذلك العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني وسيتم تأجيل
إعلان التفاصيل حول أي تقدم في مواجهة هذا التنظيم لاحقا .
في حين قام وفد الدبلوماسية الشعبية المصرية
برئاسة الفضالي المشارك في الزيارة بلقاء اللجنة القضائية بالكونجرس الأمريكي وهي
المعنية بتصنيف الإخوان كجماعة إرهابية ، تم خلال اللقاء مناقشة أسباب إعتبار
الإخوان ضمن قوائم الجماعات الإرهابية وأبرز الأدلة التي تستند عليها اللجنة في مثل
هذه الحالات ، حيث قام الفضالي بعرض فيلم تسجيلي عن تحالف الإخوان مع داعش
والقاعدة والعديد من الجماعات المتطرفة وقيامها بتنفيذ عمليات الإغتيال والجرائم
الإرهابية بحق أبناء الشعب المصري ، كما يستعد وفد الدبلوماسية الشعبية بتنظيم
وقفة إحتجاجية أمام البيت الأبيض للتنديد بجرائم الإخوان من خلال رفع صور ولافتات
توضح ما قاموا به من جرائم وحشية بحق المصريين كافة .
وأبرزت وسائل الإعلام العالمية إهتماما بالغا
بالزيارة من بينها وكالة " رويترز " الأبرز في الشرق الأوسط حيث نقلت عن
إحدى المسئولين الكبار بالبيت الأبيض قوله أن ترامب يحاول إعادة العلاقات مع مصر
من جديد خلال لقائه بالسيسي غدا مع الإهتمام بالقضايا الأمنية وفيما يخص المساعدات
العسكرية ، وقال المسؤول للصحفيين أن الأخير يريد إستغلال زيارة السيسي من أجل فتح
صفحة جديدة للعلاقات بين البلدين وتعزيز الصلات القوية التي بدت واضحة خلال
لقائهما في سبتمبر الماضي وأنه يؤيد فكر السيسي في مواجهة الإرهاب وبذل الجهود
السياسية والعسكرية لمواجهته والجهود التي يبذلها أيضا من أجل إصلاح الوضع
الإقتصادي والدعوات التي يطلقها من أجل إصلاح الخطاب الديني .
وكانت الوكالة الإخبارية الشهيرة قد ذكرت في
تقرير سابق أن مسئولا أمريكيا تم سؤاله عما إذا كانت الولايات المتحدة ستقوم
بتصنيف الإخوان كجماعة إرهابية خلال زيارة السيسي كما فعلت مصر فصرح أن ترامب مهتم
بسماع رأي الأخير في هذا الشأن خلال إجتماع الغد ، وأضاف أن الولايات المتحدة وعدد
من الدول يخشون الأنشطة العديدة التي مارستها الجماعة الإرهابية ، وكانت "
رويترز" قد نوهت إلى أن توتر العلاقات بين البلدين في السابق يعود إلى دعم
إدارة الرئيس الأسبق أوباما للإخوان في الوقت الذي صنفت مصر الجماعة بأنها إرهابية
في عهد السيسي كما أشارت أيضا أن الزيارة
التي يقوم بها الأخير تأتي في وقت تقدم إدارة ترامب الجديدة بإقتراح بتخفيض قيمة
المساعدات العسكرية التي تقدم إلى مصر وإن كان البيت الأبيض يتوقع إستمرار تقديم
المساعدات كما هي .
ونقلت أيضا الوكالة عن مصدر أمريكي مسئول
قوله أن الولايات المتحدة سوف تعالج قضية حقوق الإنسان مع مصر بطريقة من الممكن أن
ترضي جميع الأطراف ، حيث كانت وسائل إعلام كثيرة أبرزت توقعاتها حول إتجاه ترامب
للتعامل مع القضية بمنظور مختلف عما كان عليه في عهد الإدارة السابقة .
ووصفت صحيفة " ديلي ميل "
البريطانية زيارة السيسي بأنها تأتي في إطار سعادة الأخير بتولي ترامب خلفا لأوباما
من أجل طي صفحة الخلافات التي كانت في عهد السابق أوباما تحت عنوان " السيسي
.... الرجل المصري الرائع يلتقي ترامب " في إشارة من الصحيفة إلى الوصف
السابق للسيسي من قبل ترامب .
في حين أفردت صحيفة " نيويورك تايمز
" تقريرا عن الزيارة قالت فيه أن هذه الزيارة تأتي في وقت يخوض فيه السيسي
حربا شرسة ضد الإرهاب ووصفت سياساته الإقتصادية بالجزئية والتاريخية في إشارة منها
إلى البيان الأخير الذي أصدره البيت الأبيض والذي قال فيه أن السيسي منذ أن تم
إنتخابه في 2014 إتخذ العديد من الخطوات الشجاعة على رأسها الدعوة إلى تجديد
الخطاب الديني وإعتداله والقيام بإصلاحات سياسية وإقتصادية ، ومن المقرر أن يلتقي
السيسي مع ترامب غدا بقاعدة " آندروز " الأمريكية .
وكان السيسي قد إستقبل اليوم بمقر إقامته
بواشنطن رئيس البنك الدولي جيم يونج كيم وتناول اللقاء الجهود التي تبذلها مصر من
أجل الإصلاح الإقتصادي وسبل التعاون بين البنك ومصر في المشاريع التنموية الكبيرة
ومنافشة تعزيز التعاون بين البنك ومصر أيضا في مختلف المجالات حيث أنها تهدف إلى
حصول مصر على تمويلات خارجية بقيمة 9 مليارات دولار خلال العام المالي الحالي
" 2017 – 2018 " .

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق