السيسي يلتقي العديد من
الشخصيات البارزة بالمجتمع الأمريكي .... ويؤكد : العلاقات مع الولايات المتحدة
ذات طابع إستراتيجي
كتب : شهاب طارق
إلتقى اليوم الرئيس عبد
الفتاح السيسي بالعديد من الشخصيات الأمريكية البارزة والمؤثرة في صناعة القرار في
مستهل زيارته لواشنطن والتي تختتم غدا الخميس ، حيث حضر البقاء عدد كبير من
الشخصيات السياسية والعسكرية التي لها ثقل كبير بالولايات المتحدة إلى جانب لقائه
بالعديد من رؤساء مراكز الأبحاث والفكر هناك وكذلك قيادات المنظمة اليهودية
الأمريكية .
وصرح السفير علاء يوسف
المتحدث الرسمي بإسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس أكد خلال اللقاء أن العلاقات
المصرية الأمريكية تعد ذات طابع إستراتيجي وتعود بالنفع على العلاقات بين البلدين
الشقيقين معربا عن رغبته في أن يتم الدفع بالشراكة الإستراتيجية بين البلدين نحو
الدخول في مجالات التعاون والإحترام المتبادل بين البلدين ، مما سيساهم بشكل فعال
في تحقيق الأمن والإستقرار بالمنطقة .
وأشار الرئيس خلال
اللقاء إلى المباحثات الإيجابية والمثمرة التي أجراها مع الرئيس الأمريكي ترامب
بالبيت الأبيض والتي أكدت رغبة البلدين المشتركة لإستعادة العلاقات بين مصر
والولايات المتحدة كما كانت في سابق عهدها وتفعيل شراكة جديدة بين الدولتين .
وخلال اللقاء دارت
المناقشات حول الأوضاع الداخلية في مصر حيث أكد الرئيس السيسي إلى أن الدولة
المصرية وصلت بدرجة كبيرة إلى مرحلة جيدة من الأمن والإستقرار بعد أن عانت البلاد
على مدار السنوات الماضية من التقلبات السياسية مشيرا إلى أن العمل يسير بشكل منظم
ووفق منهج معين على تحقيق المزيد من التطور والإصلاح في كافة المجالات .
وأكد السيسي أن مصر
مازالت مستمرة في المضي نحو تنفيذ برامج الإصلاح المختلفة في الوقت الذي تدرك فيه التحديات
التي تواجهها والمعاناة التي تعانيها المنطقة حاليا خاصة من أذرع الإرهاب التي
تسعى إلى تخريب الدولة الوطنية ولذلك فإن مصر تراعي جيدا تحقيق التوازن بين القيام
بمزيد من التطوير والإصلاح في شتى المجالات من ناحية ، ومواجهة التنظيمات
الإرهابية مع عدم إعطائها الفرصة بتعطيل خطط التنمية والتقدم من الناحية الأخرى ، مؤكدا
ثقته الكاملة في أن المجتمع الأمريكي يعي تماما حجم التحديات الحالية التي تواجهها
مصر الحقيقية .
وأشار الرئيس خلال لقائه
إلى جهود مصر في مواجهة ظاهرة الإرهاب ودحره والجهود التي تبذلها المؤسسات الدينية
المصرية متمثلة في الأزهر الشريف من أجل تجديد الخطاب الديني وإصلاحه من ما يحتويه
من أفكار مغلوطة ولا وجود لها كأحد السبل الأساسية لمواجهة الفكر المتطرف .
كما أكد الرئيس على أن
الدولة حريصة تماما على حماية الوحدة الوطنية المصرية والتصدي لأي محاولات تهدف
إلى النيل منها والعمل على نشر ثقافة التسامح وتقبل الآخر والتأقلم معه .
وأكد يوسف أنه قد دار
خلال اللقاء حوار مفتوح بين الرئيس السيسي والشخصيات المشاركة في الإجتماع حيث رحب
الحاضرون بالرئيس السيسي وبزيارته الأولى إلى واشنطن منذ توليه الحكم مطلع 2014
وبتوجه الإدارة الأمريكية بقيادة ترامب إلى إعادة العلاقات مع مصر إلى مسارها
السليم وتحقيق إنطلاقة جديدة بها .
وقام الحضور بطرح العديد
من الإستفسارات حول التطورات المتعلقة بالساحة الإقليمية والدولية والعلاقات مع
الولايات المتحدة ، حيث أكد الرئيس في هذا الشأن أن منطقة الشرق الأوسط يواجه
تحديان رئيسيان الأول بتعلق بمكافحة الإرهاب الذي أصبح يشكل خطرا وآفة على المجتمع
الدولي ، وإنتشر بشكل كبير داخل الدول التي تعاني من عدم الإستقرار على مدار
السنوات الأخيرة ، والثاني والأخير متعلق هو ضعف مؤسساتها من داخلها وعدم قدرتها
على الإلتزام بمسئولياتها تجاه شعوبها ، مشيرا إلى إنه يجب العمل
على مواجهة كلا التحدين
من خلال إلتزام المجتمع الدولي بجهوده نحو التصدي للإرهاب ووقف إمداده ماليا
وبالأسلحة وبالمقاتلين ، أو أن تقوم بدعم الدول التي تعاني من أزمات كثيرة وأن
تقوم بدعمها أيضا من الناحية الإقتصادية والسياسية من أجل إعادة بنائها من جديد
وتوفير حياة أفضل لشعوبها .
وأكد الرئيس على أهمية
أن تعود الولايات المتحدة إلى دورها الفعال والقوي نحو إيجاد حلول سياسية للأوضاع
الحالية بالمنطقة ، مشيرا السيسي إلى أن الجهود المصرية في مختلف الملفات الدولية
وعلى سبيل المثال الملف اليمني والسوري والليبي تحكمه مجموعة من المبادئ التي تنص
على الحفاط على كيان الدولة الوطنية ووحدتها وسلامة أراضيها والعمل على إيجاد حلول
بحيث لا تؤدي هذه الحلول إلى إنهيار مؤسساتها الوطنية كخطوة مهمة تحول دون وقوعها
في مزيد من الإنقسام والتشرذم مشيرا إلى أنه لا يمكن حل النزاعات من المنظور
العسكري ، وأن الطريق الوحيد لحل تلك النزاعات هو الحل السياسي بما يمكن من
الإستمرار في بذل الجهود من أجل إعادة إعمار وبناء الدول التي تشهد النزاعات
الحالية من جديد وعدم إعطاء الفرصة لكل من يحاول إيجاد بيئة خصبة للجماعات الإرهابية
.
وعن عملية السلام في
الشرق الأوسط ، أوضح الرئيس أن القضية الفلسطينية ستظل من الأولويات والمحور
الأساسي لتحقيق أمن وإستقرار المنطقة مؤكدا على أن هناك فرصة حقيقية لتحقيق عملية
السلام وأن مصر تتواصل حاليا مع كافة الأطراف من أجل الدفع بعملية السلام من جديد
، وأشار السيسي أن التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية ينص على ضرورة
إنشاء دولة فلسطينية مستقلة الهدف منه تحويل المنطقة من وضعه الحالي إلى وضعا جديد
بالمنطقة بما سيؤدي إلى تحقيق الأمن والإستقرار بها .
وصرح المتحدث الرسمي
بإسم رئاسة الجمهورية أنه فيما يخص العلاقات المصرية الأمريكية أشار الرئيس حرص
مصر على تعزيز العلاقة بين البلدين من الناحية الشعبية مشيرا إلى ضرورة تكثيف
العلاقات بين البرلمان المصري والأمريكي إلى جانب تعزيز دور الأزهر الشريف
والكنيسة القبطية بالولايات المتحدة .
وفي ختام اللقاء أشاد
الرئيس بالجهود التي يبذلها ترامب في تعزيز العلاقات مع مصر من جديد وإستعادة
بريقها الإستراتيجي المعتاد ، مؤكدا أن هذه التصريحات قوبلت بترحيب كبير من الرأي
العام في مصر وأنها ستؤدي إلى البدء في مرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين .
- كان الرئيس قد إلتقى
بالأمس رئيس مجلس النواب الأمريكي ببول رايان وديفيد نويز رئيس لجنة الإستخبارات
بالكونجرس إلى جانب رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ بوب كوركر بحضور ما
يزيد عن 21 عضوا باللجنة ،وإيد روبس رئيس لجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب بحضور
25 عضوا باللجنة إلى جانب لقائه بالعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في مقر
إقامتهما بواشنطن حيث يلتقي العاهل الأردني الرئيس الأمريكي ترامب غدا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق