كبوة " الفيفا "
يعاني الإتحاد الدولي لكرة القدم "
الفيفا " والتي يطلق عليها حكومة كرة القدم نظرا لما يتمتع به من سلطة ونفوذ
واسع فهو المتحكم في مسار اللعبة الشعبية والمسئول الأول عن تنظيم البطولات العالمية
ككأس العالم وغيرها وهو الوحيد الذي من يقرر مصير دولة من الدول الأعضاء فيها أما
بإحيائها أو إنهائها كرويا في حالة التدخل الحكومي في شئونها الكروية ، ولكنها
حاليا تعاني من كبوة كبيرة تتمثل في تكبدها خسائر تقدر ب369 مليون دولار مطلع العام
الماضي ، جاء ذلك في تقريره السنوي أول أمس حيث أرجع هذه الخسائر إلى ضخ إستثمارات
لم يعود عليها بالنفع على مدار العقود الماضية وبسبب قضايا الفساد التي إجتاحته
مؤخرا والنتائج المترتبة عليها .
حيث أشار أيضا في التقرير أن أسباب تعرضه
لتلك الخسائر المهولة في إعتمادها على أنظمة جديدة بمجال المحاسبة المالية
والتكاليف التي قامت بسدادها على خلفية الدعاوي القضائية والتحقيقات التي أجريت على
خلفية فضائح فساد طالت مسئولين بارزين وعلى رأسهم بلاتر وسكرتير عام الفيفا الأسبق
فالكه .
وحذر الفيفا في تقريره من تراجع الإحتياطي
النقدي به بشكل كبير مشيرا إلى أنه من المتوقع إرتفاع الخسائر إلى 489 مليون مطلع
هذا العام ، وأكد أيضا أن العديد من الإستثمارات التي قام بها الإتحاد مؤخرا تسببت
في تكبده كل تلك الخسائر كإقامة " متحف الفيفا " وشراء فندق "
إسكوت " في مدينة زيوريخ السويسرية لوقوعه قرب مقر الإتحاد هناك ، إلى جانب
إنفاق مبالغ طائلة مطلع 2016 لم يكن أحد يتصور أن يتم إنفاقها بهذا الشكل
اللامعقول من بينها التكاليف الخاصة بالتحقيقات التي أجرتها كل من سويسرا
والولايات المتحدة في قضايا الفساد بالإضافة إلى تكاليف تنظيم الكونجرس الإنتخابي
الخاص بإنتخاب رئيسا جديدا للفيفا بحلول فبراير العام الماضي والذي شهد إنتخاب
السويسري إنفانتينو خلفا لمواطنه بلاتر .
ونوه كذلك إلى أن الإحتياطي المالي تراجع بشكل
ملحوظ من 1,4 مليار دولار في 2015 إلى 1,04مليار مطلع 2016 وأنه في الإمكان
إنخفاضه إلى 605 مليون دولار أواخر هذا العام إلا أنه أكد في نفس الوقت أن هذا
الإحتياطي سوف يعود إلى قوته خلال الدورة المالية الحالية من 2015 حتى 2018 في
إشارة إلى إحتمالية أن تصل في نهاية الدورة إلى 1,65 مليار دولار خاصة بعد أن يتم
الحصول على العائدات المالية التي ستعود عليه من جراء تنظيم مونديال روسيا .
وأشار الإتحاد في تقريره أن النظام الجديد
الذي يتم العمل به فيما يخص المحاسبة المالية يمنحه معرفة جيدة بمصادر الإيرادات
التي يحققها من تنظيم البطولات وذلك خلال بدء الدورة المالية الحالية لمدة أربع
سنوات مع العلم أن أول ثلاث سنوات منها سوف تشهد إنفاقا كبيرا أكبر من الإنفاق
الذي ستنفقه روسيا عند إستضافتها للمونديال .
وكان الفيفا قد أنفق 50 مليون دولار على
تكاليف الدعاوي القضائية والتحقيقات المتعلقة بفضائحه التي تلخصت في الفساد المالي
إلى جانب خسارته نفس المبلغ عند قيامه بإنشاء المتحف وتكبده خسائر تقدر بملايين
الدولارات جراء شرائه للفندق القريب من متحفه .
لذا يجب على الرئيس الحالي للفيفا "
أكبر منظمة كروية في العالم " جياني إنفانتينو أن يعمل بكل قوة وجدية على رفع
الإحتياطي النقدي لمنظمته وأن لا يتباطئ أو يتلكئ في ذلك وهناك وسائل كثيرة يمكن
إستغلالها لرفع الإيرادات من بينها رفع أسعار تذاكر مباريات المونديال القادم
" 2018 " والترويج له مما سيسهم بالتأكيد إلى إرتفاع الإيرادات وزيادة الإحتياطي النقدي به للحد من الخسائر
الفادحة التي تعرض لها في السنة الماضية ، فمن الممكن أن تزداد في حال تقاعسه عن
بذل مجهودات حساسة وفعالة على أرض الواقع لإنقاذه من عثرته تلك .
ومازالت الأمال ممكنة في أن لا تمثل هذه
الخسائر " عقبة " أمام إنفانتينو في المضي قدما بسياساته نحو تطوير
اللعبة والإرتقاء بها فأمامه تحديات كبيرة تتمثل في إعادة تصحيح مسار الفيفا
بأكمله من الداخل والخارج والقيام بثورة جديدة من القوانين تقوم على الشفافية
والنزاهة في إتخاذ العديد من القرارات التي تحد من تلقي أعضائه عمولات الرشاوي
والسمسرة نظير مواقفتهم على إستضافة دولة بعينها مونديال كرة القدم في المستقبل ،
والتحدي الذي يعد بمثابة الأكبر أمام إنفانتينو يتمثل في إختيار الدولة التي
ستستضيف مونديال 2026 فمنذ أيام تقدمت المغرب بطلب لإستضافة المونديال ، وهو ما لم
يحدث من قبل أن تقوم دولة عربية بطلب إستضافة مثل تلك الأحداث الكروية العالمية
التي ينتظرها عشاق الساحرة المستديرة في بقاع أنحاء العالم ، ففي حال فوز المغرب
بتنظيم مسابقة 2026 سوف يصبح حدثا غير مسبوق ولم يسبق له مثيل من قبل ، وسوف تكوني
أيتها الدولة المغربية " فخرا للعرب " وبمثابة " جسر كبير " للتواصل
مع شعوب العالم الغربي في حال فوزكي بتنظيم تلك الحدث .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق