نزوح الأقباط .... بين الهروب من الجحيم ...
والتنديد بأسبابه
يوم الجمعة الماضي قام المواطنين الأقباط
المقيمين بالعريش بشمال سيناء بالنزوح منها إلى الإسماعيلية هربا من مضايقات
العناصر الإرهابية والتكفيرية وعلى الفور تحركت أجهزة الدولة بداية من الرئيس عبد
الفتاح السيسي حيث عقد إجتماعا موسعا مع وزراء الدفاع والمالية والداخلية ومحافظ
البنك المركزي ورئيسي المخابرات العامة وهيئة الرقابة الإدارية للوقوف على آخر
التطورات بما حدث وأعطى توجيهاته بضرورة التصدي لمحاولات ضرب الأمن والإستقرار
بالبلاد والقضاء على العناصر الإرهابية والتكفيرية التي تعمل على إرهاب أبناء
الوطن وتخريبها وتيسير الإقامة للمواطنين الأقباط الذين إنتقلوا إلى العديد من
المناطق والعمل على إزالة أي عقبات قد تواجههم في تلك المناطق .
وأعلن رئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل عن
متابعته لتطورات ما حدث وأنه قام بالتواصل مع العديد من الوزراء والمسئولين
والبابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية بشأن ما حدث ...
كما أعطى توجيهاته لوزيرة التضامن غادة والي بالتوجه إلى مدينة الإسماعيلية
لمتابعة تطورات الموقف من هناك .
والتي أكدت فور وصولها إلى الإسماعيلية أنه
من المقرر عودة الأسر القبطية النازحة إلى منازلها خلال أيام واكدت أنها ستقوم
بحصر الأسر القبطية التي نزحت لوضع خطة لتوفير إحتياجاتهم مؤكدة أنه سوف يتم تقبل
جميع طلاب الجامعات والمدارس من هؤلاء الأسر بمدارس وجامعات أخرى كما سوف يتم
العمل على دراسة أوضاع الموظفين والعاملين بمختلف الجهات بالعريش لإتخاذ الإجراءات
اللازمة حيالهم .... جاء ذلك بحضور المحافظ اللواء ياسين طاهر .
وتعهدت والي بتوفير إحتياجات الأسر القبطية
النازحة من العريش وأعطت توجيهات للمسئولين بالتضامن بالإسماعيلية بكتابة قائمة
تشمل المرضى من الأسر والأدوية التي يحتاجونها بالمجان والتنسيق مع المحافظة
لتوفير إحتياجاتهم اليومية وكل ما يطلبوه على مدار ال24 ساعة بصفة يومية .
وقالت الوزيرة أن نجاح مصر في مكافحة الإرهاب
دفع بالإرهابيين إلى محاولة نشر الفتنة مشيرة إلى أن الشعب المصري يقف على قلب
" رجل واحد " في مواجهة الإرهاب ... وعقدت والي إجتماعا مكثفا مع
المحافظ والقيادات الكنسية بالمحافظة لبحث إمكانية توفير إحتياجات الأسر النازحة
وعددها مايزيد على 60 أسرة خلال أسرع وقت ممكن وأكد اللواء ياسين طاهر محافظ
الإسماعيلية أن الرئيس السيسي والمهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء يتابعان
التطورات بلحظتها وأن الأمر ليس ظاهرة إطلاقا .... كانت الوزيرة قد إلتقت ومحافظ
الإسماعيلية والأنبأ سارافيم أسقف الإسماعيلية مع الأسر القبطية النازحة من العريش
وحضر وفد من حزب مستقبل وطن اللقاء حيث كان على رأس الوفود الأستاذ أحمد بدران عضو
البرلمان عن الحزب في الإسماعيلية ومنصور السيد أمين أمين الحزب بالمحافظة وجورج
دميان أمين لجنة المواطنة بالحزب أيضا والذي كان في مقدمة إستقبال المساعدات
الإنسانية المقدمة من أمانة الحزب هناك .
وأكد طاهر أن المحافظة أعلنت حالة الطوارئ
بكافة مؤسساتها من أجل توفير إحتياجات الأسر القبطية النازحة مؤكدا وصول تبرعات
وأغطية وبطاطين من الجهات الحكومية وغير الحكومية للأسر النازحة التي تقيم بمدينة
المستقبل هناك .
كما قام د. أحمد عماد الدين وزير الصحة
بزيارة إلى هناك بناء على توجيهات من رئاسة الجمهورية ورئيس الوزراء المهندس
إسماعيل بتوفير الخدمة الطبية للأسر مؤكدا أنه تم إقامة 26 عيادة متنقلة للتخصصات
الطبية المختلفة من تنظيم الأسرة والعظام والمسالك البولية والسكر والباطنة
والجراحة والنساء والتوليد وكذلك توفير صيدلية وسيارة تعمل على توفير ألبان
الأطفال لكل طفل من الأسر النازحة وسيارة تعمل على تطعيمهم مؤكدا أنه تم تجهيز
بطاقة تعريف لكل فرد من أفراد الأسر يحمل إسمه وإن وجد وهي بطاقة للعلاج المجاني
داخل المستشفيات بالإسماعيلية .
كما تفقد عماد الدين القافلة الطبية وجميع
العيادات المتنقلة التي قامت بتوفيرها الوزارة لتوفير إحتياجات الأسر للإطمئنان
على مدى جاهزيتها ووجود الأدوية والمستلزمات الطبية اللازمة بها والإطمئنان أيضا
على وجود الأطباء في القافلة والعيادات المتنقلة من جميع التخصصات المختلفة ...
كما قام الوزير بتوزيع بطاقات طبية بالمجان على الأسر يتم إستخدامها لجميع المنشآت
التي تقوم بتوفير الخدمة الطبية لهم هناك ولصرف العلاج مجانا طوال فترة إقامتهم
هناك مؤكدا على وجود 388 قبطيا قادمين من العريش وتوزيع أكثر من 200 بطاقة طبية
وذلك خلال الزيارة التي قام بها إلى بيت الشباب بالمحافظة وهو أحد مقرات إقامة
الأسر إلى جانب القيام بطبع 1000 بطاقة طبية لتوزيعهم إحتياطيا .
وطالب الوزير المواطنين بالوقوف صفا واحد خلف
الدولة في مواجهة الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد وقال أن المواطنين والقيادة
السياسية يقفون على قلب " رجل واحد " مع بعضهم وأنه لن يستطيع أحد أن
يؤثر على وحدتهم . وأكد د.محمد أبو سليمان وكيل وزارة الصحة بالإسماعيلية أن
المديرية أعلنت حالة الطوارئ القصوى لتوفير الرعاية الصحية الكاملة للأقباط
النازحين من العريش إلى المحافظة والتنسيق مع المستشفى العام وكل المنشآت الصحية
لعلاج المواطنين الأقباط بالمجان وتوفير الرعاية الصحية الكاملة لهم وقال أبو
سليمان إن القافلة التي أعدتها وزارة الصحة والتي أمر بها الوزير خلال زيارته
للمحافظة حيث تشمل 26 عيادة طبية متنقلة ونشر 30 رائدة ريفية بالكنائس وأماكن
إقامة الأقباط النازحين لتقديم الرعاية الطبية الكاملة لهم .
من ناحية أخرى قرر وزير القوى العاملة د.محمد
سعفان تشكيل 3 لجان برئاسة وكيل الوزارة بالإسماعيلية جمال السيد البغدادي من أجل
التوجه إلى مقرات إقامة الأسر القبطية النازحة إلى هناك من بينها بيت الشباب
الدولي وإستراحة مركز التأهيل المهني والقيام بحصر كامل لهم وتوفير فرص العمل لهم
بالقطاع الخاص ... كما أعطى الوزير توجيهاته بالقيام بإنتداب الراغبين من العاملين
بالجهات الحكومية من الأسر النازحة إلى العمل بمديرية الوزارة هناك بعد عرضهم على
المحافظ اللواء ياسين طاهر .... وأمر د. سعفان مدير المديرية بضرورة إعطاء جهات
العمل " الضوء الأخضر " والتي سيتم توفير فرص العمل بها للموظفين من
الأسر بتوفير وسيلة مواصلات تقوم بنقلهم إلى عملهم والعودة بهم تخفيفا عليهم وذلك
بالتنسيق مع اللواء طاهر مع إستمرار عمل اللجان حتى تنتهي من حصر الراغبين بالعمل
.
وأجرى د. أحمد الطيب شيخ الأزهر إتصالا
هاتفيا بمحافظ الإسماعيلية أكد خلاله أن الأزهر على أتم الإستعداد لتقديم المساعدة
لأبناء الأسر القبطية التي قامت بالنزوح إلى هناك بسبب الأحداث الإرهابية التي
تشهدها سيناء وطلب شيخ الازهر من المحافظ ضرورة التواصل مع وكيل الأزهر لتحديد ما
هو المطلوب من الأزهر سواء كان مساعدات معنوية أو مادية أو طبية وأعطى الإمام
الأكبر توجيهاته بتلبية كافة طلبات المحافظة فورا جاء ذلك وفقا لتصريحات د.عباس
شومان وكيل الأزهر حيث أكد أنه يتم التواصل مع المحافظ لتنفيذ تعليمات شيخ الأزهر
.
في حين أدان بيت العائلة المصرية الأحداث
المؤسفة التي وقعت مؤخرا بالعريش والتي تنج عنها مصرع العديد من الأقباط هناك كما
ندد أيضا بالوحشية والهمجية التي يتعرض لها المصريون من الإرهابيين وأكد البيت أن
محاولات الإرهاب الخسيسة والتي تهدف إلى إثارة الفتنة بين المسلمين والأقباط لن
تنجح في هدفها هو ضرب إستقرار البلاد .
من ناحية أخرى قامت وزارة التربية والتعليم
بتشكيل غرفة عمليات لمتابعة الطلاب من الأسر النازحة من العريش حيث يوجد 354 طالبا
و115 معلما من الأقباط حيث قررت الوزارة عدم النظر لعدد أيام الغياب في الوقت
الحالي سواء مدرسين أو طلاب وتوفير البدائل لإقامة محاضرات لشرح المناهج في الفترة
الحالية خلال فترة تواجدهم هناك وأعطى د. طارق شوقي وزير التربية والتعليم
والتعليم الفني توجيهاته لمديري المديريات التعليمية على مستوى المحافظات بقبول
الطلاب والمعلمين الذين غادروا سيناء في جميع المدارس بجميع المحافظات التي نزحوا
إليها إلى جانب تسليمهم كتب الفصل الدراسي الثاني وتيسير نقل المعلمين الذين
يرغبون في نقلهم لأي محافظة خاصة الإسماعيلية والقليوبية والتي لجأ معظمهم للذهاب
إليها وعدم تطبيق القرار الوزاري الذي يمنعهم من ذلك وأكد فاخر عبد العزيز مدير
مديرية التربية والتعليم بالإسماعيلية عقب الإجتماع مع الوزير بديوان الوزارة أن
الأخير وجه بسرعة قبول الطلاب من الأسر التي نزحت إلى الإسماعيلية هربا من الأوضاع
المأساوية بالعريش فورا دون إنتظار أو طلب مستندات أو أوراق شخصية لقبولهم والعمل
على إنتظامهم في المدارس التي يرغبون في الدراسة بها .
في حين قرر وزير الزراعة د. عبد المنعم البنا
توفير 2000 بما يسمى بشتلة زيتون لمزارعي سيناء وتشكيل لجنة من الوزارة لفحص سوسة
النخيل ومواجهتها وكذلك فحص أوراق التعويضات للأهالي من المزارعين مع مديرية
الزراعة هناك والنظر فيها وسرعة إتخاذ الإجراءات المناسبة تجاهها وأكد الوزير خلال
إستقباله لوفد من أهالي سيناء والإسماعيلية لبحث المشاكل التي تتعلق بهم حيث قال
لهم أنهم جزء أساسي من التنمية .
من جانبه أكد مصدر أمني بالداخلية أنه يجري
حاليا وضع خطة إستراتيجية كاملة للتنسيق بين الجيش والشرطة للحفاظ على أمن أهالي
سيناء من الأقباط والمسلمين حيث تم إتخاذ إجراءات تعزيزية بالإستعانة بقوات من
العمليات الخاصة والإنتشار السريع وقوات مكافحة الشغب إلى جانب التعزيز من وجود
إرتكازات أمنية وأكمنة جديدة تم تزويدها بضباط وأفراد كفئ تم تدريبهم على أعلى
مستوى متسلحين بأحدث الأسلحة والكاميرات بالتقنية الحديثة إلى جانب زيادة دائرة
الإشتباه السياسي والجنائي ... وأضاف المصدر أن قوات الجيش ومعهم أجهزة الشرطة
مسئولين مسئولية كاملة عن تأمين المسيحيين وأسرهم وممتلكاتهم حيث أكد أنه تم عمل
حصر كامل للأماكن التي يقيمون بها وعلى الفور تم فرض حالة من الإستعداد القصوى
لحمايتهم ومنع إستهدافهم من قبل العناصر الإرهابية والتكفيرية .
في حين أكد وزير الداخلية اللواء مجدي عبد
الغفار أن الأجهزة الأمنية لم تأمر أي من المواطنين من أهالي سيناء منذ بداية
الأحداث مغادرتها والتوجه إلى مدن أخرى جاء ذلك خلال إجتماعه مع مساعديه والقيادات
الأمنية للإطمئنان على تنفيذ السياسة الأمنية المتفق عليها ومتابعتها وتقييم أداء
الضباط في كافة النواحي وتنشيط الخطط التي تم وضعها في الوقت الذي تواجه فيه
البلاد التحديات الأمنية والتهديدات التي تتعرض لها وتهدد العمل الأمني في جميع
النواحي وبحث الوزير خلال الإجتماع تطورات الموقف الأمني من الداخل وبحث أيضا خطة
الوزارة الإستراتيجية للحفاظ على أمن وسلامة المواطنين في كافة أنحاء البلاد
وتفعيل التواجد الأمني في مختلف المناطق للحفاظ على الإستقرار الأمني والعمل على
إستمراره .
في حين قال القس داوود نجيب كاهن مطرانية
الإسماعيلية أن 81 أسرة قامت بالنزوح من سيناء إلى الإسماعيلية وأنه قد إرتفع إلى
110 أسر حيث أن الأعداد تتزايد بين لحظة وأخرى حيث أن عدد هذه الأسر تضم 550 فردا
من بين رجال ونساء وأطفال مؤكدا أنه تم تسكين هؤلاء الأسر بمدن المستقبل والقنطرة
شرق وببيوت الشباب والتضامن الإجتماعي بالإسماعيلية وتوفير الرعاية المالية
والروحية لهم كما تم توفير شقق بالإيجار لإقامة الأعداد الزائدة التي من المتوقع
أن تصل إلى هناك وأكد القس أن هناك 450 أسرة قبطية من العريش وأن مانزح منهم إلى
الإسماعيلية وبورسعيد والقاهرة لايزيد على 150 أسرة ما معناه أن هناك مايزيد عن
300 أسرة مازالت بالعريش وأن المطرانية لاتعرف إذا كان قد قرروا الرحيل أو البقاء
مشيرا أن قرار السفر يتم حسب رغبة الأسرة وليس قرارا جماعيا من الأسر القبطية
بأكملها أو يأتي نتيجة تعرضهم لضغوط من اجل الهجرة .
وقامت المطرانية بفتح حساب للتبرع لصالح
الأسر النازحة من العريش ويحمل رقم 10692411 بإسم الأنبأ سارافيم أسقف الإسماعيلية
ببنك الإتحاد الوطني وأكدت أنها لم تقوم بتكليف أحد بجمع التبرعات سواء كانت عينية
أو مالية وحدزت المطرانية ممن يدعون بقيامهم بجمع التبرعات لصالح الأسر .
وفضلت بعض الأسر النازحة من العريش والتي كان
من المفترض أن تذهب إلى بورسعيد البقاء برفقة ذويهم بالإسماعيلية رغم أنهم قد
بلغوا بعدم وجود أماكن كافية لإقامتهم إلا
أنهم رغم ذلك قرروا البقاء مع أسرهم هناك حتى وإن كانت الظروف حيث كانت بورسعيد قد
أعلنت حالة الطوارئ لإستقبالهم وإقامتهم في المدينة الشبابية هناك وعقد محافظ
بورسعيد اللواء عادل الغضبان واللواء زكي صلاح مدير الأمن إجتماعا لإستعراض كافة
الإستعدادات لتوفير سبل الراحة والإقامة للأسر النازحة على أراضي بورسعيد وقام
الأنبأ تادرس مطران بورسعيد بالذهاب إلى الإسماعيلية للتنسيق مع الأنبأ سارافيم أسقف
الإسماعيلية لإزالة كافة العقبات التي تواجه الأسر النازحة خلال فترة إقامتهم هناك
.
إلا أن 12 أسرة قبطية نازحة من العريش وصلت
بورسعيد وتم توفير إقامتهم بمعسكر الكشافة الأول بحي المناخ هناك وقام المحافظ
اللواء عادل الغضبان بالترحيب بهم مؤكدا أنه سوف يحرص على متابعتهم والإطمئنان
عليهم وأعطى الغضبان توجيهاته لمديرية التموين والتضامن الإجتماعي بالمحافظة
بضرورة التواصل مع الأسر وتنفيذ مطالبهم فورا إلى جانب متابعة صرف المعاشات لكبار
السن منهم بعد أن تم نقلها من العريش إلى هناك مؤقتا .
وصرح القس أرميا فهمي المتحدث الإعلامي بإسم
مطرانية الأرثوذكس ببورسعيد أن المهندس كامل أبو زهرة سكرتير عام المحافظة أمر
النزلاء من الشباب بمعسكر الكشافة الدولي هناك بأن يكون الطعام الذي سيقومون
بإعداده للأسر القبطية النازحة إلى بورسعيد والمقيمين بالمعسكر " صيامي
" مراعاة لصيامهم .
وقال حسني نمر لبيب الذي حضر برفقة زوجته
وإبنته بالصف الثاني الثانوي أنه بعد هذا العمر هرب هو وأسرته إلى بورسعيد خوفا من
الأوضاع المأساوية بسيناء ولشعوره بالخوف على أسرته وإعتبر نزوحه هو وأسرته فترة
مؤقتة يرتاح فيها معهم أصوات الرصاص والإنفجارات بالليل والنهار حتى العودة إلى
هناك مرة أخرى وإستقرار الأوضاع من جديد فهو من أصول صعيدية وحضر إلى بورسعيد حيث
أقاربه هو وزوجته هناك .
وأضاف أن الأحداث الأخيرة بسيناء كانت في
غاية الصعوبة ومازال يتذكرها هو وغيره فقد كان شاهد على قيام الإرهابيين بتحطيم
الكاميرات التي وضعتها الدولة بالشوارع هناك وخاصة في ميدان الرفاعي للكشف عن
العناصر الإرهابية الملثمة والطريقة التي كانوا يبحثون بها عن الأقباط في سكنهم
وكان المسلمون يخبأونهم ويأوونهم ببيوتهم لتشتيت أنظار الإرهابيين عنهم .... بعدها
قال أنه يشكر الله أنه خرج هو وأسرته من العريش آمنين حيث أن نجله الأكبر ذهب إلى
السويس مع زوجته وأبنائه حيث أقارب الزوجة هناك فالعريش شهدت أحداثا مؤسفة وجديدة
على المجتمع المصري إستهدفت كافة أبناء العريش وبالأخص المسيحيين ومع الأسف تمت
بأيادي مصرية خسيسة وبتدابير خارجية بهدف إحراج الدولة والرئاسة ومؤسساتها والضغط
عليهم .
لم يختلف الحال كثيرا مع حنا عبد المسيح الذي
حضر مع زوجته مدرسة المرحلة الإبتدائية وتدعى إيزيس عبد الملك فهو أيضا يعمل مدرسا
ولكن بالتعليم الفني فقد حضرا إلى بورسعيد بعد أن رحلوا عنها منذ قرب ربع قرن إلى
العريش للإستقرار والعمل بها ويؤكد حنا أنه ومثله لديهم حس وطني وأنه يقدر ما يهدف
إليه الإرهابيون من النيل من إستقرار الوطن ووضع الحكومة في موقف حرج وإثارة
الفتنة بين أبناء الشعب المصري وهو ما لن ينجحوا فيه أبدا .
وحكى حنا عن فصل جديد من فصول الوحدة الوطنية
بعيدا عن الصخب الإعلامي والشو حيث قال كان هو و الأقباط وإخوانهم المسلمون بمثابة
أيد واحدة حيث أهم قاموا بحمايتهم في
بيوتهم كي لايتمكن الإرهابيون من الوصول إليهم وكانوا لايتركوهم يذهبون إلى الشارع
لشراء إحتياجاتهم وطالبوهم بالبقاء في البيوت للحفاظ على حياتهم وخوفا عليهم
وكانوا بمثابة أكثر من أهل لكن البقاء في المنازل بسبب الخوف والرعب حياة مستحيلة
.
وقال أنه وغيره يقفون مع الرئيس السيسي
والجيش والشرطة في الحرب على الإرهاب وأنه دعا الرب أن يحفظ مصر وأهلها وجيشها
مؤكدا على أن لديه أمل كبير في العودة إلى بيته وجيرانه من المسلمين بالعريش بعد
تحسن الأوضاع ... كما أكد أنه يتم تسجيل دخول النازحين عبر البوابات الأمنية من
حدود سيناء إلى الإسماعيلية حيث قال أنه فضل الذهاب إلى بورسعيد حيث أن أقاربه
قالوا له أن بورسعيد بلد آمنة ومحببة إليهم ويطالب حنا بتوفير شقة بالإيجار لشعوره
بالخصوصية وكي تستطيع إبنته أن تذاكر في هدوء وتركيز .
وأعلنت مديرية التربية والتعليم ببورسعيد
برئاسة الدكتور نبوي باهي مدير المديرية عن أنه تم إلحاق الطلاب من النازحين إلى
هناك بمدارس المحافظة فورا في إطار توجيهات المحافظ اللواء عادل الغضبان بتوفير
كافة الإحتياجات وقام وكيل الوزارة بعقد لقاء مع أسرهم بمعسكر الكشافة ليؤكد لهم
على توفير الإهتمام بهم وإنتظام أبنائهم في المدارس بالمحافظة .
وقال باهي بأنه تم إلحاق كل من هاني خلف جرجس
وشقيقه الأصغر أمير الطالبين بالصف السادس والثالث الإبتدائي القادمين من سيناء
وإلحاقهم بمدرسة مصطفى كامل الإبتدائية بإدارة شمال المحافظة وإلحاق ميرهان حسني
لبيب الطالبة بالثاني الثانوي ومريم وديع خلف جرجس وهي طالبة بالصف الثالث الثانوي
بمدرسة بورسعيد الثانوية للبنات بإدارة شمال المحافظة ... كما أمر وكيل الوزارة
بوضع إيمان وديع وهي طالبة بالصف الثاني الثانوي الصناعي قسم كهرباء بمدرسة
بورسعيد الثانوية الصناعية للبنات وفيرينا رامي مجدي سليمان بمرحلة رياض الأطفال
بمدرسة بورسعيد الرسمية للغات .
فيما أكدت مديرية أمن شمال سيناء على إستمرار
الحملات الأمنية المكثفة للحفاظ على سلامة المواطنين وأمنهم وكذلك أمن وسلامة
الأسر القبطية التي لم تغادر العريش وأكد مدير أمن شمال سيناء اللواء السيد الحبال
أن قوات الأمن تقوم بشن حملات لضبط الخارجين عن القانون والعناصر الإجرامية
المطلوبة لديهم والذي صدر ضدهم أحكام بالسجن .
وقالت المصادر بمديرية الأمن أنه يتم هناك
إنتشار أمني مكثف من قوات الأمن بالإضافة إلى دوريات تقوم بالمرور يوميا في شوارع
المحافظة لتأمينها وضبط العناصر التي تعمل على إثارة الفتنة وتوتر الأوضاع هناك
كما يتم أيضا فحص الكاميرات التي تم تثبيتها بالشوارع ومراقبتها للتوصل إلى
العناصر الإجرامية التي تستقل سيارات من نوع " فيرنا " وتقوم بالعديد من
العمليات الإرهابية بالعديد من الشوارع الفرعية وأعلنت المديرية أن قوات الأمن قامت
بشن حملة مكثفة لملاحقة العناصر الإجرامية والخارجين عن القانون وتمكنت الحملة من
ضبط 48 صدر ضدهم أحكام بالسجن في قضايا عديدة أحدهم يدعى " حسين س أ "
ويبلغ من العمر " 47 " عاما وحكم عليه بالسجن 3 سنوات في قضية مخدرات .
وعلى الصعيد التعليمي قرر رجل الأعمال محمد
فريد خميس مؤسس أكاديمية الشروق إستضافة طلاب سيناء من الأسر النازحة والذين
يدرسون بالمعهد العالي للهندسة هناك للإنتقال إلى المعهد العالي للهندسة
بالأكاديمية لإستكمال دراستهم بها حيث سوف يتم تعليمهم كاملا بدون مقابل ومنحهم
المستلزمات الدراسية مع التنقل من مقر إقامتهم إلى الأكاديمية مجانا أيضا وإعطائهم
مبلغ مالي يوميا لكل منهم وأعطى خميس تعليماته بأن يقوم أعضاء هيئة التدريس
بالأكاديمية بشرح مناهج الطلاب التي يدرسونها بسيناء وإزالة كافة العقبات التي
تواجههم .
في حين عقد د. خالد عبد الغفار وزير التعليم
العالي إجتماعا مع أمانة مجلس الجامعات الخاصة والأهلية برئاسة د. عز الدين أبو
ستيت أمين المجلس ورؤساء جامعات 6 أكتوبر وسيناء وقالت الوزارة في بيان لها عن إبداء
جامعة قناة السويس رغبتها في إستضافة طلاب جامعة سيناء لحين إنتهاء الأحداث
المؤسفة التي تشهدها الأخيرة وعودة الإستقرار بها مرة أخرى وقد تم الإتفاق خلال
الإجتماع على عدم تحميل الطلاب الذين تضرروا من الأحداث أي مصاريف مالية إضافية
وأن تتولى جامعة سيناء وضع الخطة الدراسية لهذا العام لطلابها الذين سيلتحقون
بالكليات المناظرة بجامعة 6 أكتوبر للدراسة بها على أن تقوم الجامعة بتنفيذ الخطط
الدراسية التي وضعتها جامعة سيناء .
وأكد البيان أن جامعة سيناء سوف تتواصل مع
أبنائها الطلاب لتعريفهم بالأماكن التي سوف يدرسون بها خلال الفصل الدراسي الثاني
سواء كان بفرع الجامعة بالقنطرة أو بجامعة 6 أكتوبر أو بجامعة قناة السويس وفقا
لإمكانياتها مع مراعاة رغبة الطلاب في الإعتبار .
الجدير بالذكر إن عدد طلاب جامعة سيناء
والذين تضرروا من الأحداث المؤسفة بالعريش حوالي 94 طالبا تم حصرهم كالتالي :
49 بكلية الصيدلة و16 بطب الأسنان و23
بالهندسة وواحد بعلوم الحاسب و3 طلاب بإدارة الأعمال والتسويق الدولي وطالبان
بكتنولوجيا الإعلام ... وقد تقرر نقل طلاب المستوى الأول والثاني بالجامعة إلى
فرعها بالقنطرة أما بقية الطلاب بالسنوات الأخيرة سوف يتم توزيعهم على جامعة قناة
السويس .
على الصعيد السياسي طالبت النائبة منى منير
بأن يتم إخلاء مناطق العريش ورفح ومناطق الإشتباك الأخرى مؤقتا من المدنيين سواء
كانوا من المسلمين أو المسيحيين حتى يتم منح الفرصة للجيش للقضاء على العناصر الإرهابية
أسوة بما حدث خلال العدوان الثلاثي على مصر والعمل على عودتهم مرة أخرى بعد القضاء
على العناصر الإرهابية وتطهير سيناء منها بشكل كامل ... جاء ذلك خلال مشاركتها في
الزيارة التي قام بها أعضاء مجلس النواب إلى الأسر النازحة بالإسماعيلية حيث قالت
منى أنها طالبت اللواء ياسين طاهر المحافظ بأن يولي الأسر الرعاية الكاملة مشيرة
إلى أنها تقدمت بطلب عاجل لوزير التربية والتعليم طارق شوقي بضرورة إستثناء الطلاب
الأقباط الذين تضرروا من الأحداث بالعريش والسماح لهم بإستكمال دراستهم بمدارس
محافظة الإسماعيلية وأنها تقدمت بطلب آخر لوزير الإسكان لتوفير مساكن لهم وتجهيزها
على إعتبار أن ذلك واجبا وطنيا على الدولة تجاه مواطنيها في مثل هذه الظروف وليس
فضلا أو حسنة من أحد .
في حين قامت مارجريت عازر عضو البرلمان ولجنة
حقوق الإنسان ببيان عاجل لرئيس الوزراء ووزير الداخلية وطالبت عازر الحكومة
بمواجهة ما يحدث من تهجير للأقباط وتركهم لمحل سكنهم بهذا الشكل المهين مؤكدة على
ضرورة حل مشاكل الأسر القبطية النازحة وحماية ممتلكاتهم والحفاظ على أمنهم
وسلامتهم .
في حين تعددت ردود أفعال بعض الأحزاب ما بين
وصف ما حدث بالمحاولة الفاشلة من قبل الجماعات الإرهابية وبأنه جريمة ضد كل
الأعراف والمبادئ التي تنص على إحترام حقوق الإنسان فقد وصف حزب التجمع ما حدث
لأقباط سيناء بأنها محاولات فاشلة من جماعة الإخوان الإرهابية وفروعها بعد أن نجحت
القوات المسلحة في توجيه ضرباتها الناجحة تجاه العناصر الإرهابية التي تقوم
بتمويلها وطالب الحزب القيادة السياسية بدعم الأقباط الذين تم إجبارهم على ترك
منازلهم وممتلكاتهم وترك سيناء وأن توفر لهم الرعاية الكاملة وحل جميع المشكلات
المتعلقة بهم .
في حين إستنكر حزب الوفد من خلال لجنة
المواطنة بالحزب الأعمال الإرهابية الأخيرة وأصدر بيانا أكد فيه أن تلك الأعمال
ماهي إلا محاولة من أعداء الدولة بالداخل والخارج للتفرقة بين أبناء الشعب المصري
وبأنها محاولة فاشلة لتوجيه الأنظار عن الضربات الناجحة التي يوجهها كل من الجيش
والشرطة تجاه العناصر الإرهابية في سيناء .
وندد مجلس أمناء حزب المصريين الأحرار بما
حدث للأقباط بسيناء ووصف ما حدث بأنه جريمة تخالف الأعراف والمبادئ التي تنص على
إحترام حقوق الإنسان يتطلب من الدولة تحركا فوريا لإحكام السيطرة على سيناء
وتطهيرها من العناصر الإرهابية والتكفيرية وأن تعمل على توفير الظروف الأمنية التي
تعطي للمواطنين حياة كريمة وآمنة .
في حين أكد محمد ابو حامد عضو مجلس النواب أن
قرارات الحكومة فور وقوع الحدث كانت " بطيئة " ولم يصدر قرار سريع سوى
قرار المهندس خالد عبد العزيز وزير الشباب بفتح نزل الشباب أمام الأسر النازحة
لكنه بدأت القرارات سريعة خلال الأيام الماضية وترضي جميع الأطراف خاصة مع زيارة
د. محمد سعفان وزير القوى العاملة وتواصل المهندس شريف إسماعيل مع محافظ
الإسماعيلية وأكد أنه يجب التحرك سريعا من وسائل الإعلام فور وقوع مثل هذه الأحداث
حتى لاتتيح الفرصة للشائعات أن تخرج من جحورها وأن تؤثر على الحالة المعنوية للشعب فالأفضل أن
تتحدث الدولة بشكل مباشر للمواطنين لإخطارهم بالأحداث التي تقع حاليا وأكد أيضا
أنه يجب تشكيل إدارة للأزمات الدائمة على الصعيد المركزي إلى جانب لجان إدارة
الأزمات بالمحافظات لتعقد إجتماعاتها فورا عند حدوث أي أزمة بدون إنتظار توجيهات بذلك
.
وقالت النائبة د.بسنت فهمي أن تقييم أداء
الحكومة كان من المفترض أن يتم بعد مرور فترة وجيزة على ما حدث حتى يكون الحكم على
الأداء صحيحا ولا يشوبه نقص في بعض الجوانب مؤكدة أن بداية تحركات الحكومة جاءت
متأخرة في عدد من الوزراء كوزير الداخلية ووزير التنمية المحلية حيث إن دورهم في
هذه الأزمة لايقل أهمية عن دور وزير القوى العاملة أو وزير الشباب والرياضة وتشير
د.بسنت إلى أن المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء لم يكن ظاهرا في الصورة منذ وقوع
الحدث فكان يجب عليه أن يكون متواجدا في الإسماعيلية وأن يتحدث إلى الأسر النازحة منذ
بداية الأزمة .
وأكد نجيب جبرائيل رئيس الإتحاد المصري لحقوق
الإنسان أن القرارات التي إتخذتها الحكومة بداية من التحركات فور وقوع الحدث كانت
جيدة لكنها تأخرت فإنتظروا توجيهات الرئيس السيسي كي يتم تدارك الأمر سريعا مؤكدا
أن الدور الذي قامت به وزيرة التضامن الإجتماعي غادة والي كان جيدا وفي الإطار
السريع لكن دور وزارة الإسكان لم يكن بالشكل المطلوب حتى الآن حيث مازال هناك أسر
نازحة تقيم في غرفة واحدة معا دون أن يتم الإستجابة لمطالبهم .
وأكد جبرائيل أن رئيس الوزراء كان عليه يبادر
بالتحرك وإتخاذ الإجراءات اللازمة عند بداية الأزمة وكذلك وزيري الصحة والتعليم
العالي مؤكدا أن دورهم سوف يكون هاما خلال الفترة المقبلة عن طريق بث الإطمئنان في
نفوس المواطنين .
بينما أكد النائب هشام الحصري أن الحكومة
بدأت في إتخاذ العديد من القرارات الهدف منها تهدئة " البلبلة " المثارة
حول الحدث مؤكدا أن الجميع ينتظر من الحكومة المزيد من القرارات والتحركات السريعة
خاصة في مثل هذه الأحداث التي تمر بها مصر فيجب على كافة الوزارات أن تتكاتف
وتتضامن معا من خلال تشكيل ما يسمى بمجلس وزراء مصغر لمناقشة الأزمة والبحث عن
حلول سريعة الهدف منها إطمئنان المواطنين .
وحكايات الأسر النازحة هربا من جحيم الأوضاع
المؤسفة بسيناء أليمة ومريرة حيث قالت نبيلة وهي إحدى القبطيات التي وقفت تصرخ من
معاناتها حتى وصولها للإسماعيلية قائلة " أنهم تركوا بيوتهم ومنازلهم بعد
التهديد وأصابتنا الصدمة من جراء سقوط الأهل والأقارب داخل منازلهم وأكملت حديثها
والدموع تزرف من عينيها أن مدينتي رفح والشيخ زويد أصبحت خالية من المواطنين
الأقباط وأن الدور قادم على العريش حيث قالت أنها جاءت بالملابس التي عليها لإنقاذ
أسرتها تاركة كل شئ تملكه هناك .
وقال شحاتة حنا نسيم " 52 " عاما
أنه في العريش منذ 30 عاما وأنه ذهب إليها بعد أن ضاق الحال به في القاهرة وسوهاج
فأقام في حي الصفا بالعريش وكانت الأوضاع على ما يرام حتى قيام ثورة يناير 2010
والتي لم تأتي إلا بالخراب على حد تعبيره خاصة بعد أن تم توزيع منشورات تحرض على
إستهداف الأقباط أكثر من مرة .
وأضاف أن العناصر الإرهابية والتكفيرية تعمل
على بث الرعب لدى الأقباط من خلال إستخدامهم للدراجات النارية حيث يقومون بالتركيز
على المناطق البعيدة مؤكدا أن جيرانهم من المسلمين تولوا إنقاذه سابقا من القتل
داخل أحد الأسواق نفسها وقيام أحد الجيران بإيوائه في منزله هو وأسرته مشيرا إلى
أنه كان يشعر بالرعب والقلق طوال رحلته من العريش إلى القاهرة وأنه تنفس الصعداء
بعد أن وصل إلى الإسماعيلية على الرغم من فقدانه " تحويشة العمر " ولكن
المهم بالنسبة له حمايته هو وأسرته فهم الأغلى عنده من كل شئ .
وقال ياسر عادل منير " 28 " عاما
وهو يعمل بائعا حيث أنه في العريش وكان عمره 6 سنوات حيث ذهب مع والده هناك بحثا
عن الرزق ولكن بعد قيام الثورة إنتشرت العناصر التكفيرية والإرهابية بكثافة شديدة
وحاولت في الكثير من المرات إستهدافه وإطلاق النار عليه رغم تعرضه للسباب والشتائم
منهم وكثرة مضايقاتهم له أحد هذه المضايقات إتهامهم لأقاربه بالإعتداء على طفلة
عمرها 6 سنوات من أجل الإستيلاء على ممتلكاتهم حتى أخذت الإعتداءات شكلا جديدا حيث
قاموا بقتل الآباء الكهنة والأهالي وذبحهم حيث يقومون بطرق أبوابهم ويقولون أنهم
من الشرطة وعند قيام صاحب المنزل بفتح الباب يقومون بقتله .
في حين أكد شمس أيمن ويعمل مدرسا أنه رغم
صعوبة الأحوال المادية والمعيشية لكنه يتحمل العيش هناك حيث أن غالبية الأقباط في
سيناء أوضاعهم المعيشية في غاية الصعوبة ولكنها إزدادت بعد تهديدات العناصر
الإرهابية الأخيرة وقيامهم بعمليات الإستهداف والقتل وهى ما دفعته إلى الهرب هو
وأسرته أملا في أن يتم توفير مسكن له ولأسرته بالإسماعيلية .
ويقول مدير مدرسة من الأسر النازحة أنه ترك
العمل لإنقاذ أسرته من القتل والإرهاب الذي يتعرض له هو وأسرته بالعريش وليس لديه
علم بمستقبله في عمله هناك حيث أنه لم يحصل على إجازة رسمية بالإضافة إلى أنه لم
يقم بإبلاغ المسئولين عن تركه العريش ولكنه قرر أن يحافظ على حياته وعلى أسرته قبل
الحفاظ على وظيفته التي تمثل مصدر رزقه الوحيد وطالب المدير بتدخل فوري لحماية
مصادر دخل هذه الأسر التي نزحت إلى هناك في الإسماعيلية وحمايتها هي وأبنائها
والحفاظ على حياتهم .
وقال عادل أحد المواطنين الأقباط أن المرارة
التي شعرنا بيها عند مغادرتنا العريش واللجوء إلى الإسماعيلية خوفا على حياتنا خفف
من صعوبتها حسن الإستقبال والترحيب بهم من الجميع بالإسماعيلية فيكفي أن يستقبلك
الموظفين المسئولين عنهم بإبتسامة .
ويؤكد عادل أنه هو وأسرته تم تسكينهم في بيت
الشباب الدولي وهو يقع في منطقة سياحية ويطل على بحيرة التمساح وبسبب حسن
الإستقبال الذي قابلوة عند وصولهم لم يكن له شروط في تسكينه مؤكدا أنه مع تذكر
الأحداث الأخيرة ينتابهم شعور بالحزن الشديد فقد تركوا كل شئ من بيوت وممتلكات .
ويؤكد أيضا أن الحياة في العريش أصبحت صعبة
ومنذ وصوله للإسماعيلية هو وغيره من الأسر يسمعون تصريحات من مسئولين أو قيادات
حكومية أو من الكنيسة بأن الوضع في سيناء آمن وأنه يوجه رسالة لهم بأنه يمكنهم
الذهاب إلى العريش للتأكد من مدى الأمن والأمان هناك .
ويستنكر مينا أحد الأفراد النازحين تصريحات
أسقف الكنيسة بالعريش وراعيها والذي قال إستقرار الأوضاع هناك على الرغم من أنه هو
الذي أمر الأسر بالمغادرة طالما يرون أنهم ليسوا آمنين على أنفسهم هناك .
وقالت ماري وهي ربة منزل ولديها 3 أولاد أن
الأوضاع في سيناء من الصعب التأقلم معه رغم المجهودات التي يبذلها الجيش والشرطة
لفرض الأمن بالعريش حيث أكدت أن الكمائن
الأمنية موجودة بكثافة هناك ولكن رغم ذلك يتعرض قوات الجيش والشرطة للعديد من
العمليات الإرهابية فكيف سيستطيعون كمواطنين عزل أن يواجهو العناصر الإرهابية ؟! .
ويقول جرجس طالب بالصف الثاني الإعدادي
ودموعه تزرف من عينيه أنه حزين جدا من تركه لمدينته العريش وأن تركه لمدرسته جعله
ينتابه للشعور بالحزن أن أصدقائه سوف يفتقدهم بشدة خاصة أعز أصدقائه ويدعى محمد
رياض والذي كان يقضي معه أحلى الأوقات في لعب الكرة بالمدرسة والشوارع ووجه جرجس
رسالة إلى صديقه بأنه لن يطول وأنه سيعود للعب الكرة .
وسيم رجل مسن .... أحد الذين فروا من العريش
إلى هناك بسبب الأحداث لاتوجد كلمة على لسانه سوى " ربنا موجود " وتساءل
وسيم من هم الإرهابيين ومن جاء بهم وما أساميهم حيث أن لديه الكثير من الأصدقاء
والجيران من المسلمين وعلاقته بهم على ما يرام ولايوجد شئ بينهم سوى الحب والمودة
وكعادات المصريين الأصيلة يقوم هو وأصدقائه بتهنئة بعضهم البعض في الأعياد
والمناسبات سواء كان عيد إسلامي أو مسيحي حتى هو كمسيحي وجميع المسيحيين يصلون على
النبي صلى الله عليه وسلم كما يقوم المسلمون بذلك بالضبط فإذا فأن هؤلاء
الإرهابيين ليس لهم علاقة بالإسلام نهائيا ولا يمتوا له بصلة .
في حين قال ديفيد مخلص ويعمل مدرسا بمدرسة
التجارة الثانوية بنين بالعريش أنه هرب من جحيم الإرهاب هناك وهرب إلى الإسماعيلية
ليصطدم بجحيم جديد يتمثل في تهديدات مديرة المدرسة له بإعتباره أنه غاب إذا لم
يحضر حيث قال ديفيد أن والده يمتلك محل ملابس هناك وعليه شيكات وديون كثيرة عليه
وأن كل ما يملكونه هو وأسرته ذهب أدراج الرياح وأكد أن والده يحاول الذهاب إلى
الإسماعيلية لكنه لا يعلم إذا كانوا قد قاموا بمنعه حيث أنه لايستطيع أن يتواصل
معه لإنقطاع شبكات المحمول وأنه يريد هو ومثله الإطمئنان على أسرهم فهم لا يعلمون
عنهم شيئا محملا الإرهابيون مسئولية تفرقتهم وتشتيتهم على حد تعبيره .
ويؤكد مخلص على ثقته التامة في الأجهزة
الأمنية من المخابرات في كشف الأهداف التي يسعى إليها الإرهابيون ودحرهم بعد أن
قاموا بإستباحة دماء المصريين حيث يقومون بمداهمة المنازل وقتل الرجال وحرق جثتهم
.
في حين إستنكر عماد كامل غطاس قيام الكنيسة
بفتح حساب بأحد البنوك وجمع التبرعات حيث أنه من المفترض أن تكون الحكومة هي التي
تتولى ذلك فهي المسئولة عن التعويضات والتبرعات وليست الكنيسة وطالب عماد بعودة
الجيش لحماية الجبهة الداخلية وأن يتم إبعاد الشرطة عن الأجواء بعد أن تراجعت عن
دورها في حماية أبناء سيناء مسلمين ومسيحيين .
وعن الأماكن التي يقيمون بها بالإسماعيلية
قال عماد إن إهتمام الوزراء والمسئولين منصب على بيت الشباب متجاهلين بقية
المسيحيين المقيمين بمدينة المستقبل أو بشقق خاصة بغض النظر عن العلاج والعيادات
المتنقلة مشددا على أنه يجب الإهتمام ببقية المواطنين الهاربين من جحيم الأوضاع
هناك .
وطالب مايكل جورج ويعمل مهندسا زراعيا متزوج
منذ أربعة أشهر فقط بنقله إلى العمل بجامعة سيناء حيث كان يعمل حارس أمن بقرية سما
العريش السياحية كي يتمكن من العيش ويتمكن من مواصلة حياته بصورة طبيعية .
وكان الحاضرين من الأسر القبطية التي نزحت
إلى الإسماعيلية حضروا قداس الأحد ودعوا الله أن يحفظ مصر وشعبها وقال القمص يوسف شكري راعي كنيسة الأنبأ بيشوي
عقب إنتهاء القداس أن جميع الحاضرين يصلون من أجل أن يحفظ الله مصر وأهلها وأكد
شكري أن الكنيسة إستقبلت حوالي 82 أسرة من الأقباط النازحين والذي تم تسكينهم ببيت
الشباب بطريق البلاجات بالإسماعيلية وبمدينة المستقبل .
وأضاف أيضا أنه تم مخاطبة محافظات بورسعيد
والسويس من أجل الإستعداد لإستقبال أسرة مسيحية أخرى من الممكن أن تصل إلى إحدى
المحافظتين لتوفير المسكن المناسب لهم في بيوت الشباب التابعة لوزارة الشباب في
المحافظات المجاورة .
في حين أكد اللواء ياسين طاهر محافظ
الإسماعيلية إنه قام بتشكيل لجنة برئاسة السكرتير العام للمحافظة وتضم مندوبين من
التضامن الإجتماعي والشباب والرياضة والصحة والتعليم ورئيس مركز ومدينة
الإسماعيلية لمتابعة توفير مساكن الأسر النازحة القبطية قادما من العريش وتولي
توفير مساكن أيضا للأسر بنزل الشباب بالشيخ زايد .
وأكد المحافظ أنه تم توفير المساكن لجميع
الأسر التي نزحت إلى الإسماعيلية مؤكدا أن نزل الشباب على أتم الإستعداد
لإستقبال أي عدد إضافي من الأسر التي سوف
تأتي إلى هناك في أي وقت . وأكد محافظ الإسماعيلية اللواء طاهر ياسين أنه تم توفير
مساكن للعائلات القبطية النازحة في بيت الشباب التابع للشباب والرياضة بطريق البلاجات
وبعض الكنائس بحي المستقبل والكنيسة الإنجيلية هناك وأنه تم توفير جميع متطلباتهم
اللازمة من مستلزمات الإقامة أو الإعاشة بالتنسيق مع الكنيسة ووزارة التضامن
الإجتماعي ... وقال اللواء طاهر أن الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي
زار المحافظة لعقد لقاء مع الطلاب الأقباط الذين نزحوا مع الأسر إلى العريش إلى
الإسماعيلية للإستماع إلى مشاكلهم وأعطى توجيهاته للدكتور ممدوح غراب رئيس جامعة
القناة بقبول الطلاب النازحين بالكليات
المختلفة بالجامعة وإزالة كافة العقبات التي تواجههم .
وأكد فاخر عبد العزيز وكيل وزارة التربية
والتعليم بالإسماعيلية أنه تم توفير مساكن للطلاب النازحين من العريش حيث أن عدد
الطلاب الذين تقدموا لإستكمال دراستهم بمدارس المحافظة بلغ 107 طلاب تم تسكينهم
بمناطق شمال المحافظة وجنوبها بأبو صوير .
وقال عماد حجازي المتحدث الإعلامي لمديرية
التموين بالإسماعيلية أن المديرية قامت بتوفير الإحتياجات اللازمة من الخبز
والمواد الغذائية وقامت بتسليمها للكنيسة الإنجيلية لتوزيعها على الأسر القبطية .
ووصف الأزهر الشريف ودار الإفتاء ما حدث بأنه
جريمة في حق الشعب المصري بأكمله وأكد الأزهر في بيان له أن مثل هذه الأعمال
الإرهابية الخسيسة التي تهدف إلى الإضرار بأمن مصر وإستقرارها ووحدتها لا تقوم بها
إلا فئة ضالة إستحلت سفك دماء الأنفس التي حرمها الله وتجردت من كافة مشاعر
الإنسانية غير بالية بتعاليم السماحة التي نادت بها الأديان السماوية وطالب الأزهر
في بيانه بالتصدي بكل حزم لمن يفكر في الإضرار بأمن مصر وسلامة شعبها مؤكدا دعمه
الكامل لما يقوم به الجيش في دحر الإرهاب .
فيما أدانت دار الإفتاء قيام داعش بإستهداف
الأقباط بسيناء حيث أكدت أن تلك العمليات الإرهابية تهدف إلى النيل من الوحدة
الوطنية وتشتيت الصفوف نحو القضاء على الإرهاب وذلك لأن داعش فشلت في تحويل مصر
إلى بؤرة للصراع ليسهل دخولها إليها وإنشاء مواقع تمثل لها سيطرة على الداخل مثل
ما حدث في العديد من دول المنطقة .
وقال مرصد فتاوي الجماعات التكفيرية والآراء
المتشددة بالدار أن مثل هذه العمليات لن تنجح أبدا في هدفها في ضرب إستقرار البلاد
لأن مثل هذه التنظيمات لا تمت للإسلام بأي صلة وتعمل على تحريف آيات القرآن الكريم
والأحاديث الشريفة من أجل أطماعه المادية التي تخالف تماما التعاليم السمحة التي
أمر بها الإسلام والتي تدعو إلى السلام والرجمة والبر والتسامح وأكد المرصد أن تنظيم
داعش هدفه التأكيد على وجوده في مصر وإستعادة مكانته مرة أخرى خاصة بعد الضربات
المتلاحقة التي يوجهها الجيش له ، مؤكدا أن داعش يحاول أن يجعل أقباط مصر أن يكون
لديهم شعور دائم بأنهم في خطر ما يترتب عليه فقدان الثقة تماما بالدولة وجميع هذه
العناصر ما هي إلا ورقة ضغط وأوراق مكشوفة يستخدمها التنظيم في محاولاته المستمرة للبقاء
رغم أنه أصبح ضعيف وفقد سيطرته على العديد من المناطق كانت خاضعة له في سوريا
والعراق وليبيا ... وأكد مرصد الإفتاء على ضرورة التصدى للإرهاب بسيناء ولمحاولات
إستهداف المدنيين وإثارة الفتنة والإضرار بإستقرار البلاد .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق