مبارك ... الجاني والمجني عليه .... بين هتاف
الأنصار وإستسلام الآخر
وأخيرا حصل الرئيس الأسبق حسني مبارك على
البراءة من القضية المعروفة إعلاميا بقتل المتظاهرين بعد حكم محكمة النقض النهائي
وهو حكم غير قابل للطعن أو للإستئناف وبذلك يكون نهائيا .... وعقب صدور الحكم عمت
قاعة المحكمة الزغاريد والتهليل وبالهتافات تعبيرا عن فرحتهم بالبراءة وتأييدا
لمحاميه فريد الديب ... على الرغم من التنبيه المشدد على عدم ترديد أية تعليقات أو
هتافات داخل القاعة عقب النطق ببراءته إلا أنه وفور صدور الحكم سارع أنصاره
بهتافات " الله أكبر الله أكبر مبارك حبيبنا عاشت مصر " وقامت العديد من
الفتيات والسيدات بالزغاريد ورفع تيشيرتات عليها صور للرئيس الأسبق وشعارات حملة
" آسفين ياريس " المؤيدة له ... فما كان منه إلا أن بادلهم التحية
مبتسما ووجه لهم الشكر على كل ما فعلوه من أجله ... وقام العديد من أنصاره بالسجود
شكرا لله على البراءة خارج أسوار أكاديمية الشرطة مقر المحاكمة .
وقالت إحدى السيدات التي حضرن المحكمة قالت
لعلاء مبارك الذي حضر برفقة شقيقه جمال أنها كانت واثقة من براءة والده وطلبت منه
إقامة عزومة لها وصديقاتها من حملة " آسفين ياريس " والصحفيات على
" فتة " بمنزله إحتفالا ببراءة والده فرد عليها بإبتسامة ووافق ....
وقامت إحدى السيدات بسؤاله عن حضورة لعزاء والد اللاعب محمد أبو تريكة فرد عليها
بأن المشاعر الإنسانية عنده قبل أي شئ كما أن أبو تريكة صديقه وسبق وأن قام
بتعزيته في وفاة إبنه ... وأخذ علاء يردد " الله أكبر الله أكبر " فور
صدور الحكم .
وأخيرا تنفس مبارك الصعداء بعد جلسة عصيبة
إستمرت لمدة 90 دقيقة برئاسة المستشار أحمد عبد القوي الذي ترأس المحاكمة وقام
بنطق حكم البراءة وعدم قبول طعن النيابة العامة
ليخرج مسرعا وبعد إنتهاء الجلسة قام فريد الديب المحامي ومعاونيه بجمع
الأوراق وذهب إلى مبارك بالقفص الزجاجي وقام بالتحدث إليه لمدة 22 دقيقة ثم عاد
مرة أخرى لإنتظار النطق بالحكم حيث قام العديد من الحاضرين بالذهاب إليه وتقبيله
وتهنئته بحصوله على حكم البراءة لمبارك
حيث دخل مبارك المحكمة وهوعلى كرسي
متحرك يدفعه حارسان مرتديا بدلة داكنة وبالطو أسود وفور دخوله القاعة قام العديد
من أنصاره بالتهليل والتصفيق له وبادرت عدد من الفتيات بإرسال القبلات له في
الهواء فما كان منه إلا أنه بادلهم التحية ملوحا بيده .
حضر جلسة المحاكمة كل من جمال وعلاء مبارك
وأثار حضور علاء لمحاكمة والده إنتباه بعض الحاضرين فما كان أن طلبوا منه أن يحضر
إليهم والجلوس معهم لمعرفة أخبار والده وللإطمئنان عليه ونقل بالغ تحياتهم له
فوافق على الفور .
وكان الديب تحدث خلال مرافعته أن من قام بقتل
المتظاهرين هم مجموعة من الأشخاص هدفهم الوصول إلى السلطة والإستيلاء على الحكم في
البلاد والمقصود بهم تنظيم الإخوان الإرهابي بالتنسيق مع حماس التي نجحت في دخول
البلاد عبر الأنفاق وبحوزة هذه العناصر أسلحة ثقيلة إستخدموها في الهجوم على
مؤسسات الدولة ومراكز الشرطة والسجون .
وقال أيضا أنه يستند على نقطة هامة خلال
مرافعته وهي صدور أول حكم مطلع 1939 من محكمة النقض في قضية مشابهة للقضية المتهم
بها الرئيس الأسبق مبارك والتي قالت المحكمة أن أسباب براءة المتهمين بتلك القضية
عينية وليست شخصية فهي بالنسبة للأشخاص الذين حكم لهم في هذه القضية تعتبر حقيقية
بالنسبة للمتهمين وغيرهم ويتم بناء على ذلك تبرئة المتهم من الإتهامات المنسوبة
إليه على حد قوله .
وأضاف أنه يجب على المتهمين في هذه القضية
الإستفادة منها قانونيا سواء كانوا هم الفاعلين أو شركاء ليكونوا بذلك قد تقدموا كمتهمين
للمحاكمة مع بعضهم أو على فترات متوالية ولكن بإجراءات مستقلة على أساس الإرتباط
بالوحدة الجنائية فهو بطبيعته لا يقبل أي تفرقة ويؤدي بالضرورة لصوالح مستمرة على
حد تعبيره وذلك بالوقائع المشتركة بين المتهمين وهي الجريمة التي إرتكبوها وهو ما
أكدته أحد الأحكام الصادرة بتلك القضية التي صدرت برئاسة المستشار حامد عبد الله
رئيس محكمة النقض السابق في ذلك الوقت .
وأكد الديب أن مبارك سوف يعود إلى منزله خلال
أيام حيث أكد أن قرار الإقامة الجبرية التي أصدرها رئيس الوزراء السابق حازم
الببلاوي في حقه مطلع 2013 سقط بعد إنتهاء حالة الطوارئ في البلاد في ذلك الوقت
ولفت الديب أن حالة الطوارئ لم يتم إعلانها الآن إلا في سيناء حاليا وبذلك لن
يستطيع رئيس الوزراء الحالي شريف إسماعيل أن يصدر قرارا مثل الذي أصدره الببلاوي
مؤكدا أن تم إتخاذ الإجراءات الرسمية لإخطار الجهات المعنية لتنفيذ حكم براءة
مبارك الذي حصل عليه الأخير من المحكمة .
ونفى المحامي الشهير أن يكون لدى مبارك أي
أرصدة بالخارج مؤكدا أن كل ما قيل عن ذلك تشويه لصورة الرجل وكلام غير صحيح
بالدليل أن الجهات المختصة قامت بالبحث عن هذه الأموال لمدة ست سنوات ولم يجدوا
شيئا وأكد أيضا أن هناك قانونا ينص على تنظيم إقامة رئيس الجمهورية بعد خروجه من
منصبه حيث تقوم الدولة بتوفير مسكن له إلى جانب حصوله على المزايا المحددة له وهذا
ما سيحدث مع الرئيس الأسبق خلال الأيام المقبلة مؤكدا أن مبارك إسترد رتبته
العسكرية كفريق طيار وفقا للقانون 35 لسنة 1979 الذي أصدره الراحل السادات عن قادة
نصر أكتوبر وسيظل محتفظا بها مدى الحياة وسيحصل على معاش أيضا ... وأكد الديب أن
مبارك أمضى عامين في الحبس الإحتياطي على ذمة القضية التي حصل فيها على البراءة
وفي حال خصم عامين من قضية القصور الرئاسية التي إتهم فيها تنتهي مدة حبسه مؤكدا
أنه قضى أكثر من عام ونصف محبوسا فوق العامين الذي تم حبسه بهم .
وقال الديب أن مبارك لم يأمر بقتل المتظاهرين
نهائيا في أحداث ثورة يناير 2011 وكل الأحاديث التي وجهت إليه أصابع الإتهام في
ذلك ليس لها أي أساس من الصحة وإنها إفتراءات مؤكدا أنه أمر الحرس الجمهوري بمعاملة
المتظاهرين معاملة حسنة حتى إذا وصل بهم الأمر إلى الإقتراب من مقر إقامته ....
وقال أيضا أن الحرس أبلغ مبارك في العاشر من فبراير مطلع 2011 بأن لديهم أوامر أنه
في حال الإقتراب من مقر إقامته سوف يقومون بإطلاق النار لأنهم لن يستطيعوا
الإنتظار خشية أن يكون لدى المقتحم نوايا سيئة فقال لهم " لو وصل بهم الأمر
أن يدخلوا إلى غرفة النوم وأخذوه بقميص نومه الذي يرتديه لا يقوموا بإطلاق رصاصة
واحدة " متهما الديب جماعة الإخوان بأنها وراء كل ما حدث .
وأكد أيضا أن المشير طنطاوي وزير الدفاع
الأسبق والفريق سامي عنان رئيس أركان حرب القوات المسلحة السابق تفاجئوا بقرار
تنحي مبارك وأنه لم يتعرض لأي ضغوطات لكي يتنحى على حد قولهم مؤكدا أن مبارك فعل
ذلك لوقف نزيف دم المصريين وأمر بعدم إعلان تنحيه إلا بعد ذهاب الأسرة إلى شرم
الشيخ .
وأكد فريد الديب أن مبارك عرض عليه السفر
للخارج بعد التنحي لكنه رفض بشدة وقال بالحرف " سأبقى في بلدى مهما كانت النتائج
" وإندهش الديب من قدرته وصبره طوال ال6 سنوات الأخر وإيمانه بالله مؤكدا
الديب أنه لم يفكر يوما في الرجوع عن الدفاع عن مبارك في القضايا المتهم فيها رغم
الحملات الشرسة التي تعرض لها خلال السنوات الماضية بل بالعكس جعلته أكثر حماسا في
الدفاع عنه لأنه يعلم براءة مبارك وظل يكافح للدفاع عنه رغم الحالة الصحية التي
كان عليها ... حيث قال أن مبارك كان يأخذ معه الطبيب المعالج له خلال حضوره جلسات
المحاكمة خوفا من أن يتعرض لأزمة صحية .
وأكد الديب أيضا أن الرئيس الأسبق تلقى
إتصالات من كافة دول العالم لتهنئته على البراءة مؤكدا أنه لم يشك ولو للحظة في
نزاهة القضاء المصري وأن المخططات التي كانت تتزعمها كل من إيران وقطر وتركيا في
2011 كان هدفه إسقاط الدولة المصرية وتفكيكها وأن المحكمة أثبتت ذلك .
وإنتهت المحكمة إلى إنقضاء الدعوى الجنائية بسبب
صدور حكم نهائي في نفس القضية ولكنها إشترطت أن يكون حكم البراءة أخذ لأسباب عينية
لا شخصية كما أن أمر الإحالة الذي صدر في القضية هو نفسه صدر لحبيب العادلي وزير
الداخلية الأسبق ومعاونيه وقضت المحكمة ببراءتهم كما أن الإتهامات التي واجهونها
في أدلة الثبوت هي نفسها والتي حصل العادلي ومساعدية على البراءة فيها وهو ما لفت
إنتباه المحكمة لإعادة النظر فيه فأصدرت حكما نهائيا بالبراءة ورفض طعن النيابة
العامة بشأن تهمة قتل المتظاهرين خلال أحداث يناير والشروع فيه .
وظهرت على وجه مبارك علامات البهجة والسعادة
فور النطق بالحكم وأخذ يردد " الحمد لله الحمد لله " وتلقى التهنئة من
القيادات الأمنية المتواجدة داخل قفص الإتهام
، في حين قال محامي الضحايا ياسر سيد
أحمد أن تسجيل صوتي وراء براءة مبارك من
قتل المتظاهرين وأكد أن أحد عناصر الأمن المركزي المعنيين بالتسجيلات لوزير
الداخلية مع مساعديه ورئيس الجمهورية قام بإتلاف التسجيل لتتم تبرئة مبارك لعدم
وجود أدلة كافية لإدانته على حد قوله .
وإستبعد ياسر أن القضاء " مسيس "
حيث وصف ما حدث " بالقصور في تقديم الأدلة " حيث أكد أن الواقعة من
الناحية القانونية " فلسفية بحتة " وهي ما بين حصول مبارك على البراءة
أو حصوله على حكم " بألا وجه لإقامة الدعوى " بعد صدور أمر من النيابة
سابقا بعدم إدراج مبارك ضمن قائمة المتهمين في تلك القضية ويؤكد المحامي حدوث ذلك
لأنه بعد أن تم محاكمة العادلي ومساعديه في القضية مطلع عام 2011 صدر أمر النيابة
بإتهام كل من الوزير السابق ومعاونيه الستة ولم تصدر أمر بإتهام مبارك ولكنها
إتجهت إلى إستصدار أمر بإتهامه بعد شهرين في الإشتراك مع العادلي في منح "
الضوء الأخضر " للضباط بقتل المتظاهرين .
ويتابع محامي الضحايا أن محامي مبارك تمسك
بأمر القضية الأولي والذي أكد على أنه ليس هناك إتهام فيه لموكله ويؤكد أنه في حال
ذلك لأ تأخذ المحكمة بهذا الدفع مطلقا مما ترتب عليه تبرئة معاوني العادلي والحكم
عليه ومبارك بالسجن 25 عاما ونقض هذا الحكم ، مما نتج إعادة المحاكمة من جديد ولكن
أمام دائرة جديدة برئاسة المستشار الرشيدي الذي إقتنع بالدفع الذي تقدم به محامي
مبارك وأصدر حكمه ببراءة العادلي ومساعديه والحكم على مبارك تحت مسمى " ألا
وجه لنظر الدعوى " لصدور أمر ضمني بعدم إتهامه .
ولكنه عندما تم نقض الحكم رفضت محكمة النقض
طلبات النيابة بالطعن ووافقت على الطعن الخاص بصدور أمر ضمني بعدم إتهام مبارك
وبالتالي كانت محاكمته جزئية أما لحصوله على حكم قضائي تحت بند " ألا وجه
لإقامة الدعوى " أو على البراءة " .
حيث يقول المحامي " إن المحكمة إستندت
في حكمها بالبراءة إلى أن من قام بقتل المتظاهرين هم ثلاث عناصر " جماعة
الإخوان الإرهابية إلى جانب المتسللين إلى البلاد من عناصر حماس وبعض الجماعات
الإرهابية وبعض الضباط الذين لم يمتثلوا لأوامر قياداتهم ولم يستطيعوا السيطرة على
أعصابهم خلال المظاهرات وبالتالي قاموا بقتل المتظاهرين "
وقال ياسر " أن الطريق الوحيد الذي من
الممكن أن يتجه إليه أهالي الضحايا هو إستكمال الدعوى المدنية وذلك مربوط
بموافقتهم أي أن التوكيلات التي جمعها منهم لايمكنه المضي فيها إلا في حال طلبهم
إستكمالها " .
وفي مجال الدعوى المدنية يشرح المحامي كيف يحصل
الأهالي في هذه الحالات على تعويض مادي مناسب من وزارة الداخلية لمسؤوليتها عن
الضباط الذين كانوا متواجدين في الميادين وقت الأحداث ويؤكد أيضا أن الوزارة تتحمل
مسئولية تجاوزات ضباطها الذين قاموا بعمليات القتل سواء قاموا بقتل أو إصابة عدد
من المتظاهرين أو الإشتراك بذلك بالتنسيق مع الحركات الإرهابية المذكورة .
ويقول المحامي أن الدولة تتحمل المسؤولية
كاملى عن عدم حمايتها للمتظاهرين سلميا الذين تواجدوا بالميادين لعدم قيامها بمنع
العناصر الأجنبية التي إندست بين المتظاهرين من الدخول إلى البلاد والقبض عليهم
أسوة بإلقائها القبض على القيادات من المتظاهرين مثل وائل غنيم .
ويؤكد ياسر سيد أحمد محامي الضحايا أن الجدل
سوف ينتشر حول إذا كان ما حدث " قوة قهرية " تمنع الشرطة أو الدولة من
مقاومتها وبالتالي لن يحصل الأهالي والمتضررين على تعويض أو إعتبار أن النظام كان
من الممكن أن يسيطر على الوضع ولكنه فشل ، ويؤكد أنه في حال ذلك لو ثبت فشل النظام
في السيطرة على الوضع وقت حدوثه سيتمكن محامي أهالي الضحايا من حصولهم على تعويضات
ولكن في حال ثبوت أن ما حدث " قوة قهرية " فلن تستطيع أهالي الضحايا
الحصول على تعويضات أخرى .
وفي الوقت الذي يحتفل فيه أنصار مبارك
بالبراءة ملأ الحزن والحسرة والألم أهالي
الشهداء فور علمهم بالحكم فوالد شهاب حسن أحد قتلى يناير حيث علق والده على الحكم
قائلا وهو باكيا " حسبي الله ونعم الوكيل فيهم سوف نسترد حقوقنا من مبارك بالآخرة " حيث
لم يكن يرغب في مشاركة إبنه بالميدان حيث ملأ الخوف قلبه وحاول منعه حيث أنه يدرس
بإحدى الجامعات غير أن نجله الراحل أصر على المشاركة في المظاهرات فذهب إلى
التحرير وكرر الأمر يوم جمعة الغضب وخلال مشاركته لقي حتفه .... بعد أن تلقى رصاصة
دخلت الجانب الأيمن من رأسه لتخرج من الجانب الأيسر وأثناء تلقية الرصاصة كان يقوم
بحماية المتحف المصري .
وعلى الفور تم نقله إلى المستشفى ولكنه توفي
هناك بعد أيام .... ومنذ ذلك الوقت منح الأب كل وقته لمتابعة محاكمة مبارك أملا في
ظهور الحقيقة وعند صدور أول حكم بإدانة مبارك مطلع 2012 وسجنه 25 عاما عادت الروح
إليه ولكن بعد مرور ست سنوات قضى حكم محكمة النقض النهائي ببراءته على أي أمل .
في حين فقد باسم بسيوني شقيق أحمد أحد الذين
شاركوا في المظاهرات بمنطقة روض الفرج الأمل في الحصول على حق أخيه خلال فترة
محاكمة مبارك ولم يعد يهتم لطول فترة المحاكمة .... فشقيقه كان معيدا بكلية
التربية الفنية فهو قتل يوم 28 يناير " جمعة الغضب " أثناء مشاركته في
المظاهرات ... حيث كانت الكاميرا وثيقة بالنسبة له كان يستعملها في تصوير الأحداث
وعندما قامت أعداد كبيرة من الميدان بالتدافع رأي شخصا تلقى رصاصة في بطنه وعندما
ذهب يساعده تلقى رصاصة في دماغه توفي على أثرها في الحال .... بعد كل هذا حصل رموز
النظام السابق على أحكام البراءة في جميع القضايا التي إتهموا فيها والتي تخص
أحداث الثورة بدءا من الضباط وصولا إلى رئيس الجمهورية .... ما تسبب في سخرية باسم
وتأكده التام من أن دماء شقيقه ذهبت هدرا وأن حقه لن يأتي حتى ولو في الفترة
الحالية .
أما إبراهيم رضا لم يكن في باله أن يشارك في
المظاهرات على الرغم من أنه يبلغ من العمر " 14 " عاما فقد إندلعت
المظاهرات حينها في حي المطرية "
مسقط رأسه " وذهب فقط لمشاهدة ما يجري لكنه لم يكن يعلم أن مشاهدته ستكلفه حياته
فكانت المحصلة تلقيه خمسة رصاصات أمام قسم الشرطة في منطقته إنهت حياته .
بعد الثورة أصبح الخوف شعور دائم لدى والده
حيث قال " لم يعد أحد يستطيع أن يتحدث عن الشهداء نهائيا " فقد إحتسبه
شهيدا وعن متابعته للمحاكمات قال إنه كان يتابعها من باب الفضول فقط ... حيث إعتاد
الراحل قيادة " التوك توك " ليساعد أسرته ورغم تحمله للمسؤولية منذ
الصغر إلا أنه ظل بريئا لا يعرف ما معنى الثورة ولا الدم ولا الموت .
بينما سكن الإستسلام والد أميرة سمير إحدى
الضحايا حتى وصل إلى عدم متابعته للمحاكمة منذ بدايتها بل أخبره أحد أصدقائه بما
وصلت إليه المحاكمة في نهايتها ليرد " فوضنا أمرنا إلى الله في أبنائنا
" ... فإبنته لم تشارك في المظاهرات حيث تم قتلها وهي متواجدة داخل صالة منزل
صديقتها بالإسكندرية حيث كان المنزل يقع بجانب قسم الرمل ثان وأطلقت الشرطة النار
على المتظاهرين أمام القسم من سطح المنزل لتتلقى الفتاة وهي في عمر الزهور رصاصة
قاتلة سكنت جسدها ... ولكن الإستسلام لايشكل سيطرة كاملة على عقل والدها حيث
ينتابه بركان من الغضب متسائلا " ماذا فعل القضاء لنا ؟ .... لو لم يكونوا هم
من قاموا بقتل أبنائنا فمن إذن قام بقتلهم ؟ من سيسترد حقوقهم التي ذهبت هدرا في
الشوارع ؟ .... كل هذه وأسئلة أخرى تدور في ذهنه ولم يعد ينتظر ما يشفي صدره بعد
أن قضت محكمة النقض ببراءة مبارك نهائيا وأغلقت القضية للأبد .
من ناحية أخرى يخطط العديد من المشاهير
والشخصيات العامة لزيارة مبارك بعد عودته إلى منزله حيث قضى في المستشفى العسكري
بالمعادي 1100 يوم خلال فترة محاكمته في قضية قتل المتظاهرين وذلك لصعوبة زيارته
في المستشفى .
ورحب الفنان حسن يوسف ببراءة مبارك قائلا أن
الحق عاد لصاحبه وأن مبارك تحمل كثيرا ليثبت وطنيته للعالم ككل وظل طوال فتره حكمه
يدافع عن إسمها مشيرا إلى أنه كان يتمنى الإتصال به لتهنئته لكنه لم يستطع أن يصل
إليه حيث إكتفى بتهنئة جمال وعلاء من خلال الإتصال بهم قائلا أنه كان يدعو الله
كثيرا بتبرئته .
وأكد يوسف أن حكم المحكمة دليل قوي على أن
الإخوان هم من قاموا بقتل المتظاهرين حيث أن المصريين شهدوا خلال فترة حكمهم
عمليات القتل والتخريب التي قاموا بها في حقهم حتى إنتصر الحق وتولى السيسي الحكم
والقضاء عليهم كي يعود للعيش في أمن وأمان كما كان في السابق .
وعن زيارته الأخيرة لمبارك في المستشفى قال
" سألته لماذا لم تهرب فأجاب أنه ظل طوال حياته يدافع عن تراب الوطن وأنه من
المستحيل أن يفكر في الهروب منه ولثقته بأنه خدم الوطن كثيرا لم يهرب وبأن براءته
ستظهر قريبا " .
في حين طالبت الفنانة المعتزلة شمس البارودي
بضرورة سحب النياشين والأوسمة التي أخذوها الإخوان عنوة وعودتها للرئيس الأسبق بعد
المعاناة التي عاشها ورفضة ترك وطنه إلى جانب تشتتع جنازته عسكريا في حال وفاته ليعلم
الجميع أنه كان رجل يقف مع الحق ورجل دولة من الطبقة الأولى على حد قولها .
بينما أكد مصطفى يونس نجم الأهلي ومنتخب مصر
السابق أنه لم يشك ولو لحظة في براءة مبارك مشيرا إلى أن من يرتدي البدلة العسكرية
لا يفكر ولو للحظة واحدة في خيانة وطنه كما أن عدم هروبه دليل كبير على حبه للوطن
وإنتمائه الشديد إليه معربا عن سعادته ببراءة مبارك حيث قال أنه كان يتمنى وفاته
حتى لايسمع الإدعاءات الكاذبة التي تروج ضده ولكن الحمد لله أنه لم يمت كي تظهر
الحقيقة وتتم تبرئته ... وقال يونس أنه أثناء زيارته لمبارك وكانت مدة الزيارة
لاتزيد عن ساعة ونصف قال مبارك خلال الزيارة أنه لم يامر بقتل المتظاهرين مؤكدا
أنه قال لطنطاوي والحرس الجمهوري أنه إذا وصل الأمر بالمتظاهرين أن يقتحموا غرفة
نومي لا يقوم أحد بالتعرض لهم لأنهم شعبه وناسه وأهله على حد قوله .
وأكد يونس إن الإخوان هم من قاموا بقتل
المتظاهرين وهم الذين قاموا بإقتحام السجون بالتنسيق مع جماعات إرهابية مختلفة .
من ناحية أخرى ذكرت تقارير صحفية أن مبارك
أجرى إتصالات مع مسئولين سعوديين للموافقة على السماح بالذهاب إلى السعودية لأداء
فريضة الحج والعمرة وذكرت التقارير أن المسئولين السعوديين وعدوا بتسهيل كافة
الخدمات له خلال فترة إقامته هناك ... وهو ما قد ينتج عن ذهابه قريبا إلى هناك
لأداء العمرة والذهاب مرة أخرى لأداء فريضة الحج وقالت أيضا أن المسئولين عرضوا
عليه توفير طائرة خاصة تقله هو وأسرته خلال ذهابه إلى هناك والعودة منها لكنه فضل
الذهاب إلى هناك على نفقته الخاصة حيث قام بإبلاغ نجليه جمال وعلاء برغبته تلك إلى
جانب طلب مبارك ونجليه من السلطات السعودية توفير كافة التسهيلات خلال فترة
الإقامة والتنقلات بما يؤدي إلى توفير الرعاية الصحية الكاملة للرئيس الأسبق ...
حيث كان الأخير قد أعلن عن رغبته في مغادرة المستشفى العسكري بالمعادي والذي قضى
فيه طوال مدة محاكمته والعودة إلى منزله المجاور لقصر الإتحادية خلال الفترة
المقبلة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق